مقالة فلسفية حول امكانية تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا؟
هل يمكن تطبيق
المنهج التجريبي في البيولوجيا؟
طرح المشكلة
بعدما كانت
العلوم تنتمي الى الفلسفة و تحلل كل الظواهر بطريقة فلسفية ميتافيزيقية انفصلت
العديد من العلوم عن الفلسفة فكانت اولها الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الفلك
و نظرا لما حققته هذه العلوم من نجاحات فائقة ابهرت العلماء و كانت اهمها الفيزياء
الذي اتبع في دراساته على المنهج التجريبي مما ادى الى توجه لكثير من العلوم
لتطبيق نفس المنهج رغبة منهم في الوصول الى نفس الدقة التي وصلت اليها هذه العلوم
و منها العلوم البيولوجية التي حاولت ان تستعمل المنهج التجريبي لدراسة الظواهر
الحية و لما كان هذا المنهج قد وجد خصيصا لدراسة المادة الجامدة فقد وجد جملة من
المشاكل و العوائق المعرفية في مجال دراسة الكائن الحي ،وقد حاول العلماء تجاوز
هذه العقبات و هذا ما ادى بظهور جدل واسع بين الفلاسفة و المفكرين فمنهم من يرى
انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على
المادة الحية ،و ظهر فريق اخر من الفلاسفة و المفكرين يرون انه من المستحيل تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية فهو
خاص بالمادة الجامدة فقط و عليه نطرح الاشكالية التالية هل
نستطيع عمليا ان نطبق هذا المنهج في البيولوجيا؟
و
ماهي العوائق و الصعوبات التي واجهت هذا العلم في تطبيقه للمنهج التجريبي؟
و
هل استطاع تجاوزها ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض
منطق الاطروحة : يرى
انصار هذا الاتجاه انه من الصعب جدا تطبيق التجريبي و هذا راجع اساسا و قبل كل شيئ
الى طبيعة الموضوع في البيولوجيا فعند محاولة هذا العلم لدراسة الكائن الحي على
منوال الدراسة الجامدة فانه ولاشك تواجهه مجموعة من الصعوبات ومن اهمها طبيعة
الموضوع ففار المختبر يختلف عن قطعة الحديد باعتبار ان الكائن الحي يقوم
بوضائف حيوية كالتكاثر و التنفس و التغذية مما يجعل منه موضوعا معقدا
و متميزا بالنمو و التغير و الفردية و التعقد و التشابك كما ظهرت عدة عوائق اخرى
اثناء محاولة العلماء تطبيقهم للمنهج التجريبي كصعوب التشريح لانه الاكتفاء
بالدراسة الوصفية الخارجية لا يحل المسالة و لا يوصل الى النتائج فالتشريح يتلف
الكائن الحي و يفقده خصائصه لانه طبيعة المادة الحية سريعة التلف كما انه من الصعب
جدا القدرة على تصميم نتائج اي تجربة في البيولوجيا و هذا للفردية التي ينطق بها
كل كائن حي يقول لايبنتز"لا يوجد فردان متشابهان كما انه
لا يمكننا نزع اي عضو من جسم الانسان للقيام بالتجارب عليه لانه يصبح ميتا عديم
الفائدة حيث يقول كوفيي"ان سائر اجزاء
الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة الا بقدر ماتتحرك كلها معا و
الرغبة فصل جزء من الكتلة معناه نقله الى نظام الذوات الميتة و معناه تبديل ماهيته
تبديلا تاما "وهذا يكشف لنا ان طبيعة
الموضوع و تصنيف الحوادث الى جانب هذه الصعوبات هناك صعوبة كبيرة في اصطناع
الضواهر الحية و صعوبة تكرارها و توسيع النتائج و قيمة التجريب في اهم الوسائل و
هكذا ايدوا ان دراسة المادة الحية بالشكل العلمي تواجهه صعوبات اولها متعلقة
بطبيعة المادة نفسها بوضائفها و خصائصها و الثاني متعلقة بطبيعة المنهج التجريبي
وبخطواته المستعصية و لا ننسى الصعوبات الاجتماعية و الثقافية و الاخلاقية و
القانونية التي تمنع التجريب على الاحياء بالاضافة الى صفة الحياة اي جملة الوضائف
التي تقاوم الموت لانها الروح و التي تجعل اي خطا او اهمال يؤدي الى فقدانها
المناقشة
:
صحيح انه لا
يمكن انكار انه عند دراسة العلماء للكائن الحي واجهتهم مجموعة من الصعوبات و
العوائق و هذا راجع الى عدة عوامل و لكن هل هذا يعني انه من المستحيل تطبيق
التجريب فيالبيولوجيا ام انه يمكن تجاوز
هذه الصعوبات ؟و هل يمكن تكييف المنهج التجريبي في دراسة علم البيولوجيا؟
عرض
نقيض الاطروحة:
يرى انصار هذا
الاتجاه انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا فالبحث في البيولوجيا يبقى
مرتبطا بتطور الوسائل التقنية و بتقدم العلوم الاخرى كما اكدت ابحاث كلود برنالرد انه يمكن التجريب في البيولوجيا حيث بين ان الضواهر الحية لها طبيعة مماثلة
للظواهر الفيزيائية و الكيميائية كما انه لابد من اخضاع الظاهرة البيولوجية الى
نفس المبادئ التي تخضع لها
الظاهرة الفيزيائية حيث يقول كلود برنارد "لابد
لعلم البيولوجيا ان ياخذ من العلوم الفيزيائية و الكيميائية للمنهج التجريبي و لكن
مع الاحتفاض بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة "و يؤسس مقياس الظاهرة الحية
لتجاوز العوائق بالاعتماد على المعطيات الحديثة كاتقدم و التطور الهائل للاجهزة
الالكترونية التي تمكن من اجراء التجارب دون ايقاع اي اذى بالكائن الحي اضافة الى
اكتشاف الكثير من العلوم المساعدة للبيولوجيا كعلم الوراثة –علم التشريح- علم
الخلية ،كما ان العلماء اثناء دراستهم للبيولوجيا اعتمدو على منهجين اساسيين
المنهج الفيزيولوجي و المنهج التشريحي ، الاول يدرس الانسان اثناء قيامه بوضائفه و
الثاني يدرس الكائن الحي و هو في حالة سكون و كذلك تجربة كلود
برناردالتي قام بها على الارانب و التي استنتج من خلالها ان الارانب و هي
حيونات عشبة يكون حامضها البولي عكرا ولكن اثناء تصويمها يصبح حامضها البولي صافيا
ومن خلال كل هذه التجتوزات وجدنا ان العلماء استطاعو ان يتجاوزوا العوائق التي
واجهتهم اثناء تطبيقهم للمنهج التجريبي على البيولوجيا جهاز الراديو الايكوغرافي
المناقشة
:
صحيح ان علم
البيولوجيا استطاع ان يكيف المنهج التجريبي في دراستهم للكائن الحي و لكن لا
يمكننا ان نجعل من التجريب مباحا في البيولوجيا فلو راينا الى التجارب التي قام
بها الانسان في البيولوجيا لوجدنا انه استباح ما كان محرما دينيا و محضورا اخلاقيا
و ممنوعا قانونيا كالاستنساخ مثلا ، كما ان التجارب التي قام بها الانسان على
الحيوان تعبير على انانيته، فاي تجربة تقام على الانسان على مستوى الجسد او النفس
تعتبر اطاحة بقيمة الانسان فيما ان الانسان مقدس فان التجارب التي تقام عليه تعتبر
حرام
التركيب:
بالرغم من
العوائق التي واجهت العلماء اثناء تطبيقهم للمنهج التجريبي في البيولوجيا الا ان
العلماء استطاعوا ان يتجاوزوا تلك العوائق و بهذا بفعل الابحاث و اكتشاف اجهزة
متطورة استطاعوا ان يصلو الى نتائج جيدة و الدليل على ذلك ان البيولوجيا تمثل
المرتبة الثانية من بين العلوم التي طبقت المنهج التجريبي مع المحافظة على
اخلاقيات الانسان و قيمته المقدسة كما اخذو بعين الاعتبار طبيعة و خصائص الكائن
الحي
حل
المشكلة :
صحيح ان العلماء واجهوا عدة عوائق اثناء محاولتهم تطبيق
المنهج التجريبي في البيولوجيا الا ان هذا العلم استطاع ان يتقدم اشواط كبيرةو ان
يطبق التجريب وان ينظر الى الكائن الحي نظرة واقعية متجاوزا المفهوم التقليدي
فاصبح بالامكان دراسة العضوية دراسة علمية مع الاحتفاظ بخصائص الكائن الحي و
مراعات الجوانب الاخلاقية
اللهم صلي وسلم وبارك على المصطفى
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفشكرت
ردحذفمقالة في المستوى
ردحذفشكرا جزيلا لكم ربي يجعلها في ميزان حسناتكم 😍😍
ردحذفمقالةفي مستوى عال 👌💜
ردحذفjibolna kch ostad y9ym da l ma9aL
ردحذفكون نديروها فاباك قداه يمدولنا عليها
ردحذف