مقالة فلسفية هل الاخلاق ثابتة مطلقة ام انها نسبية متغيرة ؟
مقالة فلسفية
هل الاخلاق ثابتة مطلقة ام انها نسبية متغيرة ؟
08
طرح المشكلة :
يعتبر الانسان
كائن اخلاقي لا تستقيم حياته الا بالفضيلة التي تنظم حياته و تحرره من سلطة
الغريزة فانه دائم البحث عن المعايير الاخلاقية الحقيقية التي يعمل بها فسلوك
الانسان الحر يقتضي الفعل او الترك وفق معايير معينة و التي من اهمها القيم
الاخلاقية و التي تعرف في مفهومها على انها مجموعة من قيم و افعال تقوم على احكام
تقديرية تصبو الى التوجيه نحو ما ينبغي ان يكون عليه السلوك الانساني و غايتها
الارشاد و التقويم فيجب على الفعل الخلقي ان يكون له مبدا يستمد منه قيمته و بما
ان مسالة القيم الاخلاقية من اهم تجليات التامل الفلسفي العميق و التي حاول الكثير
من العلماء دراستها مما ادى الى ظهور اراء مختلفة حيث راى الاتجاه الاول ان القيمة
الخلقية مطلقة و ثابتة باعتبارها غايات كما ظهر اتجاه مناقض لما جاء به الاتجاه
الاول فراى ان القيم الخلقية متغيرة نسبية حسب الزمان و المكان لانها اهداف و عليه
نطرح الاشكال التالي :هل يستمد الانسان القيم الاخلاقية
من مبادئه العقلية و الدينية ام واقعه الاجتماعي و الاقتصادي؟ و بمعنى اخر هل
الاخلاق ثابتة مطلقة ام انها نسبية ؟
محاولة
حل المشكل:
عرض
منطق الاطروحة:
يرى انصار هذا
الاتجاه ان القيم الاخلاقية ثابتة مطلقة ،لا ترتبط بالزمان و المكان فهي تقوم على
جملة من المبادئ و الثوابت بمعنى ان الاخلاق موضوعية وواحدة تتجلى هذه الوحدة في
كونها نابعة من الدين الذي هو الزام متعالي الاهي ، و هو الاعتقاد بوجود مبدا اعلى
و اعتقادنا هو الذي يدفعنا الى اداء واجبات اتجاه الالاه ، كما ان القيم الخلقية
القائمة على اساس ديني تعتبر تشريع مطلق و مقدس ، فالقيم و الافعال و السلوكات
الخيرة تدعو اليها كل الكتب السماوية ،كما ان فعل السرقة منبوذ في كل الديانات ،
في حين ان العدل و الاستقامة و الفضيلة افعال مستحبة و مستحسنة في كل الكتب
باختلاق الزمان و المكان و الافراد و الجاماعات و كما يقول ابن حزم الاندلوسي "ليس في العالم شيء حسن لعينه و لا شيء
قبيح لعينه لكن ما سماه الله حسن فهو حسن و فاعله محسن "و مثال ذالك القتل اذا كان دفاعا عن
النفس فهو خير اما اذا كان لهون في النفس او لتحقيق مصلحة فان الشرع يحكم على
فاعله بالقبح و من هنا تكون الاخلاق مطلقة ، كما انها قد تكون واحدة نظرا لمطلقية
العقل لكونه ملكة فطرية و مبينا الله اياها و به يستطيع الانسان التمييز بين الخير
و الشر ،و بما انه اعدل الاشياء توزيعا بين الناس حسب ديكارت فان
القيم الانسانية واحدة مادام الناس يشتركون في العقل يقول كانط بان
"الضمير الخلقي ملكة عقلية خاصة و احكامها مطلقة "اذ ليست القيمة
الخلقية لفعل صادر عن الواجب بقائه في الغرض الذي يسعى اليه الفعل و يهدف ، انما
هي قائمة في المبدا الذاتي الذي على حسبه جرى الفعل و تكون ، فالقيم الاخلاقية لا
تتاثر بعاملي الزمان و المكان فهي صادرة عن مبائ عامة و يقينية منزهة عن كل منفعة
خاصة او عامة فالقتل و الكذب و الخيانة هي افعال ذميمة لانها تحمل الرذيلة اما
الصدق و الامانة و الاحسان هي افعال مستحبة لانها تحمل الفضيلة لذا اعتبرها افلاطون حكمة
سامية غرضها الخير الاسمى فقال "ان الخير فوق الوجود شرف و قوة "و هذا
لا يعني ان الخير لا وجود له و انما يعني ان وجوده اسمى كحقيقة مثالية من الوجود
الواقعي ، و ان القوى العاقلة هي القيمة الفضلى كما يرى اريسطو ان
الخير هو وسط بين رذيلتين فالشجاعة خير لانها وسط بين رذيلتين الجبن و النهور افلاطون "يكفي ان يحكم الانسان جيدا ليتصرف جيدا ".
عرض نقيض الاطروحة :
يرى انصار هذا
الاتجاه ان الاخلاق نسبية متغيرة ،فالانسان لا يعيش لذاته و لا في عزلة عن المجتمع
و منه يؤكد الاجتماعيون ان الاخلاق ظاهرة اجتماعية لكونها الزام وضعه المجتمع و
على الفرد الامتثال لها فهو يؤثر و يتاثر بها فالالزام الاخلاقي
تابع للمجتمع و يتغير بتغيره حسب الزمان و المكان يقول دوركايم
"ليس هناك سوى قوة
اخلاقية واحدة تستطيع ان تضع القوانين للناس هي المجتمع كما يقول "الفرد دمية يحرك خيوطها المجتمع"و هذا يعني ان لكل مجتمع اخلاقه ،كما
انه لا توجد اخلاق واحدة لدى جميع المجتمعات كما
يقول "اذ استنكر
احدنا الفاحشة فلان المجتمع يستنكرها"و منه فالضمير الفردي انعكاس للضمير
الجمعي و الاخلاق ظاهرة متغيرة يمكن ملاحظتها و كما يقول الفيلسوف ليفي برول "الاخلاق ظاهرة اجتماعية تهتم بما هو كائن و ظاهرة متغيرة يمكن
ملاحظتها" فالانسان ابن بيئته و مرات عصره " حسب ابن خلدون كما ان نسبية الاخلاق تعود الى عنصر اللذة و هو الموقف الذي نجده عند ارستبس حيث
قال "اللذة هي الخير الاعظم هذا هو صوت الطبيعة فلا خجل و لا حياء "و هو
الموقف الذي نادى به ابيقور وفق الاعتقاد الكلاسيكي السائد لدى
اليونانيين ، هذا الاخير الذي فضل اللذة المعنوية مثل التامل الفلسفي و محور حياة
الانسان حيث قال "اللذة هي هي بداية الحياة السعيدة و غايتها هي ما ننطلق منه
لتحديد ما ينبغي فعله و ما ينبغي تجنبه " فراى ان جميع الحيوانات تطلب اللذة
و تنفر من الالم ، فتحقيق سعادة الانسان تتوقف على مدى اشباع اللذات فنجد ابيقور و
هو يؤكد فيقول خذ اللذة التي يعقبها الم و اجتنب الالم الذي لا يتبعه شيء من
اللذات الذي يخلصك من الم اعظم منه" كما نجد الفيلسوف هارتمان و
هو يعرف الخير قائلا"الخير مجموعة اللذات" حيث نجد ان دعاة المنفعة راو
ان الاخلاق ذات طابع واقعي يرتبط بالممارسة اليومية و لقد اقام الفيلسوف بنشام الاخلاق
على الطبيعة البشرية بما فيها من ميولات و رغبات فاعتبر بان "اللذة هي الخير الوحيد و الشر هو الالم الوحيد "في حياة الانسان غير ان بنشام كان
متحمسا بصورة اكثر للمنفعة الفردية الخاصة ، بينما جون ستيوارت مل يرى
بان بيشام بالغ في الانانية على الغيرية و الايثار حين جعل خدمة الغير مجرد وسيلى
لتحقيق المنفعة الخاصة فيقول "ان قاعدة
السلوك الاخلاقي هي بالضرورة ان نغفل من اجل الاخرين ما نحب ان يفعلوه من اجلنا
"و من هنا يمكن القول
ان القيم الاخلاقية نابعة من المجتمع و المنفعة "اللذة "
المناقشة :
يمكن اعتبار ما
جاء به انصار هذا الاتجاه صحيح فهناك اخلاق تتاثر بالمحيط الاجتماعي ،و دوافع
الفرد و لكن لا يمكن ربط الاخلاق باعتبارها قيم سامية متعالية تحكم الفرد و تسيره
على متغيرات لان ذالك يجعلها مادية و يفقدها روحيتها ، فحقيقة ان لكل مجتمع عاداته
و تقاليده و لكن هذا لا ينفي وجود معاني انسانية مشتركة تؤسس للقيم الاخلاقية ،
فلو كانت الاخلاق نسبية لكانت محل صراع و تناقض و جدال و هذا ما يفقدها صرامتها .
التركيب :
ان القيمة الخلقية
الحقة هي التي تراعي ثنائية العقل ، الدين ، و الطبيعة البشرية ، اي التوفيق بينهم
و بين متطلبات الواقع بما فيها من نزوغ نحو الخير و نحو الشر و منه لا يمكن تجاهل
الواقع الذي يثبت ان لكل نظام ثقافي منظومة اخلاقية يؤسسها البعد الديني و الثقافي
و التاريخي و حتى النفسي ، فاننا نسلم كذالك بان هذه العناصر تمثل الارضية التي
يمارس عليها الفعل الخلقي ، و تبعا لذلك نؤكد ان القيمة الخلقية مبدا و نتيجة واقع
و نظرية و بذالك فهي نسبية في واقعها و مطلقة في مبدئها .
حل المشكلة :
هناك قيم مطلقة
ثابتة في كل المجتمعات و الاديان كفعل السرقة الذي هو مستهجن في كل المجتمعات و
فعل الكرم فعل مستحب لدى الجميع ، كما انه قد تكون الاخلاق نسبية فشرب الخمر مثلا
محرم لدينا نحن كمسلمون و محلل في الديانات الاخرى، و عليه يمكن التمييز بين
الجانب النظري الذي يؤسس الاخلاق على المبادئ و بين الجانب العلمي الذي يؤسسها على
الواقع ، و من هنا فالقيمة الاخلاقية مطلقة في جانبها النظري و نسبية في صورتها
العملية.
شكرا لكم ......المزيد من التألق ان شاء الله😉😉😉
ردحذففي لاطروحة الاولى اين النقد .🤔🤔🤔🤔🤔
ردحذفشكرا على الجهود المبذولة
ردحذفأطروحة الأولى وين راه نقد
ردحذفهل مقالة الاخلاق مرشحة في بكالوريا هذا العام
ردحذف؟
اين في موقف الاول نقد
حذفاين في موقف الاول نقد
حذفYes
حذفشكرآ لكملكم.
ردحذفممتاز
ردحذفتبا لكم ايها الشياتون الحلابون
ردحذفشكرا علا المقال ولكن أين النقد
ردحذف